يبدو أنّ العلاقات بين قطر والسعودية قد تشهد تطورًا إيجابيًّا في الفترة المقبلة، فقد أعلنت وزارة الخارجية الكويتية أنّ قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المزمع عقدها في الرياض، ستشهد حضور جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك قطر.
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله إنّ القمة الخليجية التي من المقرر عقدها في العاصمة السعودية يوم 9 ديسمبر المقبل، وأكّد أنّ المساعي قائمة على قدم وساق من أجل الوصول إلى نقاط مشتركة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة الخليجية.
وبحسب مصادر، فمن غير المستبعد إمكانية عقد اجتماعات ولقاءات تمهيدية قبل القمة - ولو من دون إعلان - تجمع بين مسؤولين رفيعي المستوى من مختلف دول الخليج، لوضع مسودة اتفاق للمرحلة المقبلة قائمة على قاعدة المصارحة والمكاشفة.
وتعقد هذه القمة، في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الخليج توترًا داخليًّا كبيرًا إثر إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية معها، ما أدّى إلى نشوب أزمة سياسية بين البلدان المذكورة، بالإضافة إلى حرب إعلامية واسعة.
فرض هذا الحصار الشامل على قطر جاء في الخامس من يونيو من العام الماضي، وقد اتُهمت الدوحة من قِبل الدول الأربع بدعم الإرهاب، وهو ما نفته الإدارة القطرية، وتحدثت عن محاولات للنيل من سيادتها الوطنية وقرارها المستقل.
وتلعب الكويت دور الوسيط من أجل حل الأزمة منذ اندلاعها، وهو طرف يحظى بتقدير من دول الأزمة.
وأمس الأحد، تلقّى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اتصالين هاتفيين من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بحثا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكّدت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أنّ أمير قطر، والعاهل السعودي، اطمأنا خلال اتصالهما على صحة أمير البلاد، وهنّآه بسلامة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، من رحلة العلاج الخارجية.
وقالت إن أمير قطر، والعاهل السعودي، "استعرضا خلال الاتصالين القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية".
وأضافت الوكالة الرسمية الكويتية: "عبّر أمير البلاد عن بالغ شكره وتقديره واعتزازه على ما أبداه الأمير تميم، والملك سلمان من طيب المشاعر، ومن هذه المبادرة الأخوية التي تجسّد عمق أواصر العلاقات التاريخية والوطيدة بيننا".
يأتي ذلك في ظل أنباء عن تحرّك جديد للوساطة الكويتية من أجل إيجاد حل للأزمة الخليجية، المتمثلة بفرض حصار على دولة قطر من قبل كل من السعودية والإمارات والبحرين، وذلك بالتزامن مع الأزمة التي تعيشها الرياض بعد قيام مقرّبين من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، باغتيال الإعلامي السعودي المعروف جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
في السياق، ذكرت صحيفة "الرأي" الكويتية نقلًا عن مصادر مطلعة، أنّ "القمة ستعقد بحضور جميع قادة دول المجلس أو من يمثلهم دون تحديد مستوى التمثيل الخاضع كما في كل مرة لمشاورات اللحظة الأخيرة.
وتحدثت المصادر عن الأمل في أن "تفتح القمة المقبلة صفحة جديدة في العلاقات بين دول الخليج ، وبخاصةً أنّ المنطقة على أعتاب تطورات تصعيدية في المجال الإقليمي تتطلب وحدة الصف".
وأشارت إلى أنّ المساعي قائمة على قدمٍ وساق من أجل الوصول إلى نقاط مشتركة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة الخليجية.