"مرتديًا كيسًا بلاستيكيًّا، كُتِبَ عليه اسم نجم فريق برشلونة الإسباني"، تمكّن الطفل الأفغاني مرتضى أحمدي أن يحقق حلمه على أحد ملاعب الدوحة.
اكتسب مرتضى، الطفل النحيل ذو الوجه الضحوك صاحب السبعة أعوام، شهرة عام 2016 عندما تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل صورته مرتديًّا كيسًا بلاستيكيًّا يشبه قميص منتخب الأرجنتين باللونين الأزرق والأبيض، عليه اسم ميسي نجم فريق برشلونة الإسباني، والرقم 10 الذي يشتهر به.
"الحلم يتحول إلى كابوس"
لفت مرتضي نظر أفضل لاعب كرة قدم في العالم خمس مرات، وحقّق حلم لقاء النجم على هامش مباراة ودية للنادي الكاتالوني مع الأهلي السعودي أقيمت في الدوحة في ديسمبر 2016، ودخل معه أرض الملعب يدا بيد.
كما أرسل ميسي، وهو سفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، قميصًا للطفل الأفغاني يحمل توقيعه.
لكنّ "مرتضي" بات حاليًّا واحدًا من آلاف الأفغان، الذين يواجهون مصيرًا مجهولًا في العاصمة كابول، في ظل ظروف إقامة صعبة، وصعوبة في توفير الغذاء والمياه والتدفئة في البرد القارس.
فقد عاد مرتضى من الدوحة إلى بلاده التي تمزقها النزاعات والحروب بنحو شبه متواصل منذ ثمانينات القرن الماضي، ولم يمضِ سوى عامين حتى يجد نفسه متضررًا بشكل مباشر.
في كابول التي تبعد أكثر من 200 كيلو متر عن غازني، لا يشعر أفراد عائلة مرتضى بالأمان، ويقول شقيقه هومايون: "نحن قلقون من حصول أمر سيئ إذا عرفوا هوية مرتضى"، أمّا مرتضي فينصب اهتمامه على كرته وقميصه، ويقول: "أريد استعادتهما حتى أتمكن من اللعب.. اشتقت لميسي".
وفي غرفة صغيرة مستأجرة في العاصمة الأفغانية، كابول، التقت وكالة "فرانس برس" عائلة الطفل الذي روت والدته "شفيقة" كيف اضطر أفراد من العائلة للفرار من منزلهم تحت جنح الظلام بعد اندلاع الاشتباكات، وقالت السيدة التي غطت وجهها بوشاح: "لم نتمكن من أخذ أي من حاجياتنا، نجونا فقط بحياتنا".
يعود مرتضى ليضيف: "عندما أراه (ميسي) سأدخل معه أرض الملعب وأشاهده يلعب"، متابعًا: "أريد أن أكون إلى جانبه، أن يساعدني في الخروج من هنا.. عندما أكبر، أريد أن أصبح أنا أيضًا ميسي".
المصدر :