كشفت وكالة رويترز عن مصارد قولها إن السعودية تقاوم دعوات من الولايات المتحدة لإصلاح العلاقات مع قطر على الرغم من مؤشرات على أن الضغوط التي تهدف لإنهاء أزمة إقليمية أخرى هي حرب اليمن كان لها تأثير على الرياض منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقالت أربعة مصادر مطلعة إن واشنطن تعتقد أن لها مزيدا من النفوذ على الرياض الآن في الوقت الذي تحاول فيه المملكة إصلاح الضرر الذي لحق بموقفها العالمي وتريد الولايات المتحدة أن تستغل نقطة القوة تلك لإنهاء حرب اليمن وإعادة بناء موقف خليجي عربي موحد في مواجهة إيران.
وثمة تحرك بالفعل على إحدى الجبهتين، إذ أوقف التحالف بقيادة السعودية، الذي يقاتل الحوثيين في اليمن، هجومه على مدينة الحديدة الساحلية يوم الخميس 15 نوفمبر 2018 في استجابة على ما يبدو لضغوط أمريكية وبريطانية لإعلان وقف لإطلاق النار في اليمن بحلول نهاية الشهر الجاري.
وفرضت واشنطن الخميس عقوبات على 17 مسؤولا سعوديا بسبب دورهم في قتل خاشقجي في مواصلة للضغط على الرياض. كما طرح أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون من شأنه إذا أقر ليصبح قانونا أن يوقف مبيعات الأسلحة للسعودية بسبب مقتل خاشقجي والحرب في اليمن.
ولم تستجب السلطات السعودية لطلبات التعليق. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تدعو لحل منذ بدء الأزمتين القطرية واليمنية.
وقالت هيذر ناورت ”نحن مستمرون في تواصلنا المتعلق بالقضيتين مع شركائنا في المنطقة بما في ذلك السعودية“.
وتابعت قائلة ”الوحدة في الخليج ضرورية لمصالحنا المشتركة المتمثلة في مواجهة النفوذ الخبيث لإيران ومكافحة الإرهاب وضمان مستقبل مزدهر لكل شركائنا في الخليج“.
موقف خليجي
ترى الولايات المتحدة أن السعودية تلعب دورا أساسيا في جهود بناء موقف موحد بين دول الخليج العربية لتحجيم نفوذ إيران في الشرق الأوسط. وزار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الرياض بعد فترة وجيزة من مقتل خاشقجي.
لكن واشنطن تعتبر أيضا أن حرب اليمن من عوامل زعزعة الاستقرار في المنطقة وتريد إنهاء الصراع الذي تسبب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ودفع سكان البلاد إلى شفا المجاعة.
كما أن لدى السعودية وحليفتها الإمارات حاليا ما يدفعهما للخروج من تلك الحرب التي أثبتت أنها مكلفة في حين أنها وصلت أيضا لطريق مسدود.
وسعى مسؤولون أمريكيون أيضا للتأثير على الرياض فيما يتعلق بخلافها مع قطر منذ مقتل خاشقجي وهو سعودي كان مقيما في الولايات المتحدة وكان منتقدا لولي العهد السعودي.
وأصيبت الوحدة بين دول الخليج العربية، التي تعتبرها واشنطن حصنا في مواجهة إيران، بضربة قوية عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها التجارية وخطوط النقل مع قطر في يونيو 2017 واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم الإرهاب وإيران وهي اتهامات تنفيها قطر.
وقال مصدر مطلع على السياسة الأمريكية ”إنهم يستغلون الفرصة لمحاولة إنهاء النزاع القطري“.
وأشار مصدران آخران إلى أن واشنطن كانت تريد استعادة الوحدة بين دول الخليج العربية للمساعدة في تحجيم نفوذ إيران في المنطقة قبل دخول عقوبات أمريكية جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر.
رفض سعودي
وزادت آمال الغرب في أن الرياض قد تصلح علاقاتها بالدوحة بعد تصريح أدلى به الأمير محمد عن قوة الاقتصاد القطري خلال مؤتمر للاستثمار عقد في 25 أكتوبر.
لكن دبلوماسيين ومصادر في منطقة الخليج قالوا إنهم لم يروا اقتراحات جديدة ولا خطوات ملموسة من الرياض أو من حلفائها لإنهاء الخلاف مع قطر.
وقال دبلوماسي عربي لرويترز إنه لا يرى أي تغير فيما يتعلق بقطر وأضاف أن تصريح ولي العهد تم تفسيره بشكل خاطئ مشيرا إلى أن الرسالة من وجهة نظره كانت موجهة للولايات المتحدة ومفادها هو ألا تقلق على الاقتصاد القطري.
والدول الأخرى التي قاطعت الدوحة من حلفاء الرياض ولديها خلافات سياسية وأمنية منذ فترة طويلة مع قطر.
وقال مصدر خليجي إن الأمير محمد سيتجنب اتخاذ أي خطوة قد تفسر على أنها ضعف لدى محاولته احتواء تداعيات دبلوماسية لمقتل خاشقجي.
المصدر :