بعد ساعات من طرد الإدارة الأمريكية لأحد أفراد منظمة فتح الله غولن، المعروفة باسم منظمة "فيتو" وتسليمه لأنقرة، بدأ الحديث يدور عن إمكانية تسليم واشنطن لرئيس المنظمة "فتح الله غولن" نفسه، والتي لطالما طالبت به تركيا مرات عديدة..
الحديث عن تسليم غولن ربما كان مستحيلا قبل أشهر، لكن وبعد تهدئة العلاقات التركية الأمريكية مؤخرا، على خلفية تسليم أنقرة للقس الأمريكي المحتجز في تركيا "برونسون"، بدأ الحديث بشكل جدي عن بدء التحقيق مع "غولن"، وربما تسليمه، بحسب مراقبين.
وفي الساعات الأخيرة، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، إنه سيجري مع نظيريه الأمريكي مايك بومبيو تقييما شاملا لعلاقات البلدين خلال زيارته إلى واشنطن الثلاثاء المقبل.
فتح الله غولن
وبحسب وكالة الأناضول للأنباء التركية، جاء ذلك في كلمة له، بالقنصلية التركية بمدينة نيويورك، خلال لقاء مع ممثلي الجالية في الولايات المتحدة.
علاقات أمريكا وتركيا
وأوضح أوغلو، أن العلاقات التركية الأمريكية "شهدت مؤخرا توترا والجميع حاول ربط ذلك مع قضية القس برونسون".
واستدرك أن هناك قضيتان توتران العلاقات الثنائية، أحدهما دعم واشنطن لتنظيم "بي كا كا" الإرهابي في سوريا.
وأردف وزير الخارجية التركي: "إف بي آي" بدأ تحقيقات شاملة بانتهاكات "غولن" في أمريكا وأبرزها الاحتيال على المصارف والتهرب الضريبي.
أردوغان
وكانت قالت تقارير صحفية أمريكية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس خيارات طرد الداعية التركي، فتح الله غولن، الذي طالما سعت إليه أنقرة.
اغتيال خاشقجي
ونقلت قناة "NBC" عن مسؤولين رفيعي المستوى لم تذكر أسماءهم، أنه يجري إعداد هذه الخطوة لتقليل درجة مطالب تركيا في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال الرئيس الأمركي دونالد ترامب أمس السبت، إن تسليم رجل الدين فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بالضلوع في محاولة الانقلاب العسكري الذي شهدته عام 2016 "ليس قيد الدراسة".
ترامب
في السياق، عبّرت منظمة "تحالف القيم المشتركة" المناصرة لرجل الدين التركي المعارض، فتح الله غولن، عن قلقها من تقارير إعلامية حول استخدام غولن كرقاقة مقايضة بقضية مقتل الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي.
جاء ذلك في بيان للمنظمة، الخميس، قالت فيه: "فشلت الحكومة التركية مرارا بتقديم أدلة مناسبة للولايات المتحدة الأمريكية تثبت فيها ضلوع فتح الله غولن بمحاولة انقلاب الـ15 من يوليو 2015، وهو الضلوع الذي نفاه غولن مرارا.."
وتابعت المنظمة في بيانها: "اليوم ووفقا لتقارير إعلامية فإن الحكومة التركية تحاول قلب القتل المأساوي للإعلامي السعودي، جمال خاشقجي إلى رقاقة مقايضة لمطالبها غير القانونية، إرسال غولن إلى تركيا سيؤدي على الأغلب إلى مقتله".
من هو فتح الله غولن؟
فتح الله غولن ولد في تركيا عام 1941، ويبلغ من العمر 75 عاما، انتقل عام 1999 للعيش في الولايات المتحدة، حيث يقيم في منطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية..
يعيش غولن في منفاه الاختياري بعيدا عن الأضواء، ومن النادر أن يدلي بتصريحات او مقابلات لوسائل الإعلام، بالرغم من أن حركته استقطبت قطاعات كثيرة من المجتمع التركي، وفي الخارج، كما تدير استثمارات بمليارات الدولارات.
كان غولن حليفا مقربا من رجب طيب إردوغان في السابق، لكن الرجلين اختلفا منذ بدأ إردوغان يستشعر الخطر من حركة غولن التي اتهمها بأنها تسعى لتأسيس كيان مواز للدولة التركية داخل البلاد..
ودعم غولن إردوغان في سنوات حكمه الأولى منذ 2003 قبل أن يختلف معه فيما بعد، وظهرت الخلافات علنا بين غولن وإردوغان منذ أواخر 2013، بعد أن كشف قضاة قيل إنهم من أنصار غولن فضيحة فساد داخل أجهزة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، وطالت فضيحة الفساد تلك عددا من المقربين من أردوغان، ومن بينهم نجله بلال.
ويقول معارضو غولن إنه طالب باختراق المجتمع التركي ومؤسساته، ويشيرون إلى شريط فيديو طلب فيه ذلك من أنصاره عام 1999.
أسس غولن حركة "خدمة" التي انتشرت من خلال دعم وسائل الإعلام والصحافة وبناء المدارس في دول إفريقية وآسيوية، كما عززت من وجودها داخل المجتمع التركي، خاصة في الإدارة..
ومنذ نهاية 2013، قادت الحكومة التركية حملة توقيف طالت عددا من قادة الجيش، وطرد عدد آخر من رجال الشرطة والقضاء، وأغلقت عددا من المدارس التابعة لحركة "خدمة" التابعة لغولن، وأغلقت الحكومة عددا من الصحف التركية أو طردت رؤساء تحريرها بتهمة الانتماء للحركة ، أو دعمها تحريريا.
تسليم أمين صندوق غولن لتركيا
يذكر أنه قبل يوم، تسلمت الشرطة التركية غوزاغير أمين عام صندوق منظمة فتح الله غولن، من باب الطائرة، ونقلته فورا إلى مديرية الأمن لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
وأوضحت "الأناضول" أن الولايات المتحدة طردت غوزاغير إثر إدانته في قضايا متعلقة بـ"دعوة أطفال للدعارة عبر الإنترنت"، و"محاولة الاعتداء الجنسي على أطفال".
وتتهم السلطات التركية، تنظيم الداعية والسياسي المعارض، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تسميه (التنظيم الموازي)، المكون من أنصاره في تركيا، بتدبير محاولة الانقلاب، فيما يرفض غولن كافة الاتهامات الموجهة إليه، واستنكر المحاولة الانقلابية.
وتطالب السلطات التركية 83 دولة في العالم بترحيل 452 شخصا مرتبطين بأنشطة "فيتو"، وعلى رأسهم غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة، لكن الأخيرة رفضت مرارا طرده وتسليمه لأنقرة.
ويأتي هذا التطور بعد يوم من نشر قناة "NBC" الأميركية تقريرا قالت فيه إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تدرس خيارات مختلفة لترحيل غولن إلى تركيا بوسائل قانونية من أجل تخفيف حدة المطالب التركية للسعودية في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
المصدر :