شاهد.. مصنع لإنتاج المركبات البرمائية في قطر

عماد مراد-الدوحة

يبدو أن التوجه الاقتصادي في قطر ينحو صوب صناعة السيارات، فبعد أقل من شهرين من الإعلان عن إقامة مصنع للسيارات الكهربائية في الدولة كشفت مجموعة مدائن الدوحة وشركة "جيبس" البريطانية عن مشروع جديد بقطر لإنتاج المركبات البرمائية.

والمركبات البرمائية هي تلك المركبات التي تستطيع السير على الطرقات العادية ثم الولوج في الماء، وهي نوع جديد من السيارات التي من المتوقع أن تحدث نقلة كبيرة بمجال النقل في المستقبل القريب.

والمشروع المشترك بين مدائن وجيبس يتكون من مرحلتين، أولاهما مرحلة التجميع وفيها سيتم تجميع مركبات "هيومدنغا"، وهي أحد أشهر أنواع المركبات البرمائية، والثانية عند الانتهاء من إنشاء المصنع بمنطقة أم الحول في قطر، وعندها يتم تصنيع هذا النوع، بالإضافة إلى إنتاج كافة الموديلات التي طورتها شركة جيبس مؤخرا.

وتعد هيومدنغا من أكثر السيارات البرمائية انتشارا ومخصصة للسير على الطرق الوعرة والماء على حد سواء، حيث يمكنها أن تحمل ما يصل إلى تسعة ركاب، مع سعة تحميل تصل إلى طن واحد، وسرعة قصوى تقارب 65 كيلومترا في الساعة على الماء وأكثر من 128 كيلومترا في الساعة على اليابسة، مع محرك مياه نفاث بخاصية مزدوجة للقيادة على ماء ونظام دعم دفع رباعي مميز للطرقات الوعرة.

ويمكن استخدام مركبة "هيومدنغا" في كل العمليات اللوجستية أو عمليات البحث والإنقاذ، أو دوريات الشرطة وخفر السواحل، وصولا إلى القطاع الترفيهي والاستجمامي.

رأسمال بقيمة مليار دولار
واعتبر الشريك في مجموعة مدائن الدوحة محمد السادة في حديث للجزيرة نت الإعلان عن إنشاء أكبر مصنع في العالم لإنتاج السيارات البرمائية بقطر إنجازا قطريا وعربيا، موضحا أنه فور الانتهاء من توقيع العقد مع جيبس بدأت مدائن الدوحة في التواصل مع السلطات المختصة بالدولة للشروع فورا في بناء المصنع.

وكشف السادة أن رأس مال المشروع لن يقل عن مليار دولار، وأن الرقم قابل للتغيير في ضوء الدراسات التي تجريها مجموعة مدائن الدوحة حاليا عن الأسواق المستهدفة للتوزيع والوكلاء داخل تلك الدول.

وأوضح السادة أن هناك بعض الإجراءات الإدارية مع وزارة الداخلية وإدارة المرور ووزارة الاقتصاد يتم الانتهاء منها حاليا، لأن المركبات البرمائية غير معروفة في المنطقة ولا بد أن تحصل على الشكل القانوني لذلك يتم الحديث مع تلك الجهات لاستيفاء الاشتراطات القانونية والأمنية.

محمد السادة وألان جيبس بعد توقيع اتفاقية إنشاء مصنع المركبات البرمائية في قطر (الجزيرة)

صنع في قطر
وتوقع الشريك في مجموعة مدائن الدوحة أن يتم تدشين أول إنتاج للمصنع قبل عام 2022، وأن تحمل المركبات البرمائية وسم "صنع في قطر" تزامنا مع استضافة الدولة مونديال 2022.

ولفت إلى أن المصنع سيزود المنطقة بالمركبات البرمائية، بالإضافة إلى أسواق عالمية أخرى، مثل أستراليا وكندا والمملكة المتحدة.

أما مؤسس شركة جيبس للمركبات البرمائية ألان جيبس فأكد أن المصنع الجديد في قطر سيحقق نجاحا كبيرا نظرا لوجود اهتمام كبير من كافة أنواع الزبائن سواء من الجهات الحكومية أو الأفراد لامتلاك مركبات برمائية، متوقعا أن يشهد المستقبل القريب استخدام واسع النطاق لتلك المركبات.

وأضاف جيبس أن مركبة "هيومدنغا" ستكون المنتج الأول في قطر ثم تليها نماذج جديدة يتم اختيارها بالتشاور بين شركة جيبس ومجموعة مدائن الدوحة، معتبرا أن الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين ستوفر تلبية الطلب العالمي المتزايد على تلك المنتجات.

ويرجع تاريخ السيارات البرمائية إلى عام 1961 عندما أنتجت ألمانيا أول سيارة تحت اسم "إمفيكار 770" التي ابتكرها الألماني هانس تريبل، وتعد علامة فارقة في تاريخ صناعة السيارات البرمائية، وكان من المفترض أن يتم إنتاج 25 ألف نسخة منها، لكن لم يخرج للنور سوى 3878 وحدة فقط.

والسيارات البرمائية ليست المنتج الأول في قطر للمركبات البحرية، حيث توجد بالدولة أربعة مصانع لإنتاج القوارب واليخوت تنتج مختلف المنتجات بصناعة قطرية 100%، وتركز تلك المصانع على تصنيع زوارق عالية الجودة وبأسعار تنافسية من أجل تحفيز السياحة البحرية في قطر.

المصدر :