رحل زيدان عن ريال مدريد وانتقل كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس، يُمكن القول أن ميزان القوى داخل غرفة ملابس النادي الملكي بات مائلاً بدرجة كبيرة لاسم واحد هو "سيرجيو راموس".
اقرأ/ي أيضًا: 3 حلول في عقل فالفيردي لتعويض غياب راكيتيتش أمام أتليتكو مدريد
كيف تعاظمت قوة راموس في مدريد؟
بعد رحيل زيدان تم تعيين لوبيتيغي مدرباً للفريق الملكي، لكن المدرب الذي يحتاج إلى مزيد من الوقت لإرساء أساليبه التي "لا تُشبه كثيراً" ريال مدريد، لم يكن يملك ذلك الوقت في فريق اعتاد على جريان الفوز في دمه، ولأن تغيير المدربين هو عملية سهلة مع فلورنتينو بيريز، كانت الهزيمة ضد برشلونة هي المسمار في نعش المدرب الإسباني.
بعد الكلاسيكو خرج راموس بتصريح مهم "إذا تم سؤالي عن رأيي سأعطيه، لكنني لا أعتقد أنه سيكون مؤثراً في بقاء مدرب أو رحيله". لكن تعاظم قوة راموس لم يظهر فقط في تنفيذه ركلات الجزاء، بل بوضعه "فيتو" على اسم كان يُفكر فيه بيريز وهو أنطونيو كونتي، خرج راموس قائلاً "الاحترام يُكتسب ولا يُفرض، قدرة المدرب على إدارة غرفة الملابس أهم مما يعرفه".
اقرأ/ي أيضًا: ليونيل ميسي.. عندما تقتلك رحابة صدرك!
هذا الكلام استدعى رد من كونتي "حين يأتي أي مدرب إلى فريق يحمل معه التعليم والاحترام، وهو ما ينتظره من اللاعبين أيضاً"، هي مشاجرة إعلامية بسيطة انتهت بتعيين المدرب رقم 30 لريال مدريد في آخر 30 سنة سانتياغو سولاري.
سولاري بدأ حقبته بمباريات سهلة وبعنوان واضح، إرضاء فلورنتينو وغرفة الملابس. الدخول تدريجياً في المنظومة من دون خلق أعداء في الإدارة أو الفريق، وفي الأساس تواضع سيرته الذاتية يُساهم في هذا الأمر فهو غير مُبهر كما كان زيدان لا يجيد يتلاعب بالكرة أمام اللاعبين في التدريبات ولا يملك كاريزما زيدان، وعليه فإن سولاري سيحاول التحول إلى الرجل الذي يحافظ على توازن القوى داخل الفريق.
وهنا يُطرح السؤال الأهم: هل يتحمل فلورنتينو قوة التأثير التي وصل إليها راموس؟
اقرأ/ي أيضًا: ريال مدريد يقنع لاعب وسط مانشستر سيتي بالقدوم في الشتاء
بيريز "أولأً"
في ريال مدريد هناك سلطة واحدة تتمثل بفلورنتينو بيريز، ومهما تمت محاولة تجميل الأمر، فإن أي لاعب أو مدرب مهما تعاظمت قوته سيكون خارج ريال مدريد عند الاشتباك مع بيريز، بدايةً من الطريقة التي رحل بها كريستيانو رونالدو مؤخراً، مروراً بقرار زيدان مغادرة ريال مدريد لاختلاف واضح في "وجهات النظر"، وصولاً إلى سهولة اتخاذه قرار بتعيين وإقالة لوبيتيغي، هي كلها عوامل تقود إلى أن صراع النفوذ واللعبة التي يلعبها راموس مع بيريز لن تقوده إلا إلى خارج الفريق الملكي، وإن كان هذا الأمر صعب التخيل لكن كاسياس ما زال يلعب كرة القدم.
اقرأ/ي أيضًا: ليروي ساني.. عودة الابن الضال
راموس قائد وليس مدافع
تعد معركة راموس أكثر صعوبة عند الحديث عن أدائه في أرض الملعب، الأخطاء باتت كثيرة والتمسك به حتى من الجماهير لن يستمر كما كان، حتى إن أهدافه التي باتت تتزايد من ركلات الجزاء مؤخراً لم تعد قادرة على التغطية على سوء التمركز والتمريرات الخاطئة والأخطاء الفردية ولعل آخر سنتين تؤكدان أن راموس لا يعيش أفضل أيامه في ريال مدريد، فموسم 2016/2017 تلقى الفريق الملكي معدل 0.6 أهداف بغياب راموس و1.25 في حضوره، فيما موسم 2017/2018 تلقى الفريق 1.08 في غياب راموس و1.2 في حضوره.
اقرأ/ي أيضًا: برشلونة يجهز مفاجأة غير متوقعة لأتلتيكو مدريد
لا يمكن لراموس أن يستمر في صراع النفوذ طويلاً مع بيريز وفترة سولاري القادمة ستكون حاسمة في تحديد وجهة تعاظم قوة القائد، فالاستقرار سيكون مفتاح عودة الهدوء للفريق أما تعاظم المشكلة فسيكون سبباً للبحث عن حل في مكان آخر، مكان غير تغيير المدرب عند كل منعطف.
هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب الخاصة وليس بالضرورة عن رأي الموقع
المصدر :